أولاً: المؤشرات الاقتصادية المؤثر الرئيسي في قيمة اليورو
كيف تؤثر هذه المؤشرات على تحليل اليورو دولار اليوم؟ تماما كما هو الحال مع باقي العملات، فإن العامل الاقتصادي يعتبر العامل الأهم من حيث التأثير على قيمة العملة. ويمكن تلخيص الظرف الاقتصادي في مجموعة من أهم المؤشرات الاقتصادية التي تترك انطباع لدى المتداول عن مدى تقدم اقتصاد ما أو معاناته من حالة ركود. من أهم هذه المؤشرات أسعار التضخم و معدلات الفائدة ومتوسط الأجور ونسب البطالة والعديد من المؤشرات الأخرى.
المتداول عند قراءة هذه المؤشرات يحتاج إلى المقارنة بين القراءة الحالية والقراءة المتوقعة وكذلك القراءة السابقة، كي يستطيع أن يعرف كيف سيكون التأثير على قيمة العملة. وفي حال كان المتداول قادر على قراة نتيجة تلك المؤشرات بدقة، يستطيع أيضاً أن يتوقع تحركات الأسعار الحالية والمستقبلية، ومن ثم الدخول في صفقات ناجحة تحقق أرباح مجدية.
ثانياً: قرارات البنك المركزي الأوروبي
البنوك المركزية هي المسؤولة الأولى عن رسم السياسات الاقتصادية والمالية للدولة، والتي تشمل اصدار كافة القرارات اللازمة لتنظيم سعر صرف العملة وحمايتها من الإنهيار والتقلبات الشديدة. لذلك من المهم متابعة كل ما يصدر عن رئيس البنك وأعضاءه للتعرف على التوجهات الحالية للبنك المركزي وسياسته التي يتبعها والتي ستنعكس بالتأثير على سعر العملة.
نذكر على سبيل المثال كيف أثرت السياسة التسهيلية للبنك المركزي الأوروبي على قيمة اليورو حيث بدأ المركزي الأوروبي برنامج التيسير الكمي بعد الأزمة المالية العالمية، الأمر الذي كان نتيجته انخفاض قيمة اليورو إلى مستويات تاريخية قياسية.
السياسة التسهيلية وبرنامج التيسير الكمي الأوروبي أدى إلى إنزلاق زوج اليورو دولار من مستويات قريبة من 1.50 إلى مستويات ما دون 1.10، ولما أعلن المركزي الأوروبي عن البدء بانهاء برامج التيسير الكمي ارتفع اليورو دولار بشكل ملحوظ، من مستويات 1.03 حتى مستويات 1.25.
رئيس البنك المركزي الأوروبي هو ماريو دراجي وهو مصرفي إيطالي تولى هذا المنصب منذ شهر نوفمبر من العام 2011 حتى تاريخ كتابة هذه المقالة.
ثالثاً: العوامل السياسية من أهم المؤثرات على قيمة اليورو
بطبيعة الحال وكباقي العملات، يتأثر اليورو بسياسات الإتحاد الأوروبي تجاه القضايا الداخلية والخارجية، كما أنه يتأثر أيضا بسياسات الدول الأعضاء داخل الإتحاد. وبما أن أوروبا تعيش أجواء مستقرة بدرجة كبيرة بعيدا عن الحروب والصراعات الداخلية فقد انعكس ذلك إيجابا على قيمة اليورو، حيث تتسم العملة بنوع من الثبات والاستقرار بعيداً عن التقلبات غير المفهومة.
من أكثر الأمثلة وضوحا على تأثير العامل السياسي، ما حدث في الانتخابات الفرنسية الأخيرة التي انتهت بفوز ايمانويل ماكرون برئاسة فرنسا. هذا الأمر انعكس إيجابا على قيمة اليورو على اعتبار أن ماكرون كان من الداعمين لبقاء فرنسا داخل الإتحاد الأوروبي، وكانت لديه رؤية نحو تطوير العمل داخل منطقة الإتحاد.
في اليوم التالي للإنتخابات افتتحت الأسواق على فجوة سعرية صاعدة مقدارها 200 نقطة ثم استمرت الأسعار في الإرتفاع من مستويات قرابة 1.07 حتى مستويات 1.2550. غير هذا المثال، هناك الكثير من الأمثلة الواضحة على التأثير القوي للعامل السياسي على سعر صرف اليورو واتجاهاته الحالية والمستقبلية.
إن كانت من نصيحة في هذا المجال يمكن أن نقدمها للمتداولين، فهي الإبتعاد عن التداول في وقت الأحداث المحورية الكبيرة، مثل الانتخابات والحروب والصراعات والتحول الكبير في السياسات الاقتصادية، لأنها تترك تأثير قوي على الأسواق وتحدث فيها تقلبات شديدة، وهذه التأثيرات يصعب التوقع بشأنها، لذلك الأنسب في مثل هذه الحالات هو الإبتعاد عن متابعة الشاشة حتى تهدأ الأسواق وتستقر.