هل تشعل أوكرانيا شرارة الحرب العالمية الثالثة ؟
شنت القوات الروسية المسلحة في صباح اليوم 24 فبراير 2022 هجوما على أوكرانيا وهو أخطر تطور على الصعيد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية.
وحتى هذه اللحظة التطورات سريعة جدا وكل الإحتمالات واردة والصورة ما زالت غير واضحة حول ما الذي ممكن أن يحصل.
لكن هناك خمسة أسئلة تطرح عاجلا
1- لماذا إختار الروس الحسم العسكري؟
الجواب المختصر هو أن الروس بحسب تقديراتهم لم يعد لديهم خيار آخر لتحقيق أهدافهم في أوكرانيا.
الهدف الرئيسي هو أن لا تتحول أوكرانيا إلى قاعدة عسكرية للغرب على حدود الأراضي الروسية.
حاول الروس قبل الخيار العسكري في أواخر 2013 وبدايات 2014 وحتى الآن تشكيل حكومة في كييف “عاصمة أوكرانيا” موالية لروسيا وتراعي المصالح الروسية لكن هذا الخيار إنهار بعد الإطاحة رالرئيس فيكتور يانكوفيتش عندما إندلعت إحتجاجات موالية للغرب ضده إعتبر الروس أن الهدف من هذه الإطاحة هو إنقلاب على المصالح الروسية.
الرئيس الروسي “بوتن” أعلن عن أهداف العملية فور إنطلاقها
- الأهداف الأساسية هي حماية الأشخاص الذين تعرضوا على مدار ثمان سنوات لسوء المعاملة والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف.
- نسعى لنزع السلاح أو تحييده ومنع التعصب القومي في أوكرانيا.
- وأضاف لاحقا وحذر: من سيحاول الحيلولة دون العملية الروسية في أوكرانيا سوف يواجه ردا لم يسبق له مثيل في التاريخ.
- وشدد “نحن مستعدون لكل الإحتمالات وآمل أن يسمعوا كلامي”
2- ما هو موقف الغرب من غزو أوكرانيا ؟
إذا أردنا تلخيص موقف الغرب فهو في عبارتين لا ثالث لهما:
- لن نفاوض الروس
- لن نحارب الروس
لماذا لن يفاوضوا الروس؟
الروس تقدموا بمطالب لحلف شمال الأطلسي “حلف الناتو” في عام 2021 وكانت المطالب:
تعهد مكتوب من الحلف بأن لا تنضم أوكرانيا للحلف
ومجموعة أخرى من المطالب غبارة عن ترتيبات وإتفاقات تطمئن روسيا بموجبها بأن لا تتعرض لأي خطر أو تهديد من توسع حلف الناتو في الدول المجاورة لروسيا.
كان الموقف الرئيسي للغرب أنهم لن يتفاوضوا على هذه المطالب لأنها مرفوضة شكلا ومضمونا, فهذا ليس من حق روسيا وأبواب الحلف مفتوحة للجميع.
لماذا لن يحاربوا الروس؟
بكل بساطة لن تدخل دول الحلف في حرب مع دولة نووية عظمة من أجل قضية مثل أوكرانيا.
3- توقيت العملية العسكرية لغزو أوكرانيا
عندما سٌؤِل أحد الجنرالات “ما هو التوقيت المناسب للروس للتدخل العسكري في أوكرانيا” قال:
الأمس أفضل من اليوم واليوم أفضل من الغد.
بعد تصريحات الغرب والإعلان عن البدء بإمداد القوات الأوكرانية بأسلحة فتاكة ومتطورة, هذا يعني أن فرص إلحاق الخسائر في صفوف الجيش الروسي مع الوقت سوف تتزايد.
فمن الأفضل أن يسارع الروس بتنفيذ العملية العسكرية اليوم وليس غدا.
هناك عوامل أخرى دخلت في حسابات الروس ومنها التوقيت, فصل الشتاء إذا مر وجاء فصل الصيف فسوف تكون أوروبا أقل خوفا في فرض عقوبات على روسيا لأن الغاز لن يكون عنصر مؤثر طوال فترة فصل الصيف.
4- لماذا يثق بوتن في قدرته على هزيمة دول الغرب مجتمعة ؟
ماذا تعني أوكرانيا لروسيا وماذا تعني للحلف الأطلسي؟
ببساطة هذا هو الرد المناسب على السؤال أو بكلمة مختصرة “العزم”
من الواضح أن مسألة أوكرانيا بالنسبة لروسيا هي مسألة حياة أو موت, فروسيا مستعدة لكل الإحتمالات للحفاظ على ولاء أوكرانيا لها.
أما أوكرانيا بالنسبة للغرب فهي هدف ليس واضح مبتغاه وبإعلان دول الغرب أنهم لن يحاربوا فهذا يؤكد أن أوكرانيا ليست بتلك الأهمية بالنسبة لهم.
بالتالي بوتن اللذي درس الغرب ووجد بأنه يتردد بإستخدام القوة العسكرية واثق على قدرته الإنتصار في هذه المعركة.
5- هل تشعل أوكرانيا شرارة الحرب العالمية الثالثة ؟
لقد علمنا التاريخ أن السياسيين يمكن أن يبدؤا حربا في أي وقت لكن من الصعب السيطرة على تطورها وعلى مسارها… كل شيء وارد.