العلاقات الروسية الفرنسية متوترة… خطأ قد يشعل الحرب العالمية الثالثة !

العلاقات الروسية الفرنسية متوترة… ما هو الخطأ الذي ارتكبته فرسنا ؟ هل يشعل النفط الروسي شرارة الحرب العالمية الثالثة ؟

روسيا و فرنسا

هل سيشعل النفط الروسي فتيل الحرب العالمية؟ هل ستنجح فرنسا في فرض حظر على استيراد النفط الروسي؟ أم أن روسيا ستتخذ مواقف أكثر صرامة إزاء هذه الخطط الدولية؟ هل ستتمكن الهند من الصمود أمام أمريكا في دعم الأخيرة لروسيا؟ أم أنها ستنال نصيبا من العقوبات هي الأخرى؟ فزع و قلق أوروبي من استفتاء أوسيتيا للانضمام لروسيا. هل يعمل ماكرون على إشعال حرب عالمية ضد روسيا؟

في خطوة وصفها الكثير من المراقبين استعداء للدب الروسي أقدم إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي على إثارة موضوع فرض العقوبات الأمريكية على استيراد النفط الروسي نتيجة استمرارها في الحرب على أوكرانيا. مساع فرنسية خفيفة و جهد دؤوب لفرض عقوبات على روسيا. فما هو تأثيرها على العلاقات الروسية الفرنسية؟

صرح برونو لومير وزير المالية الفرنسي يوم الثلاثاء الموافق التاسع عشر من أبريل نيسان الجاري بأن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون يسعى بشكل جاد لفرض حظر أوروبي على استيراد النفط الروسي. ويأتي ذلك بحثه شركائه الأوروبيين لوقف استيراد النفط الروسي في إطار خطة فرض العقوبات على روسيا جراء حربها على أوكرانيا والتي أشعل فتيلها نهاية فبراير شباط الماضي.

الرد الروسي

خرج رئيس الوزراء الروسي أليكسندر نوفاك من wlji ورد على المساعي الفرنسية بقوله إن الدول الأوروبية لا يمكنها فرض حظر استيراد للنفط والغاز الروسي مخافm ارتفاع الأسعار. كما أن دول الاتحاد الأوروبي تفتقر للبنى التحتية التي تسد حاجتها بديلا عن النفط والغاز الطبيعي الروسي. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر قرارا بعدم قبول مدفوعات الغاز الطبيعي الروسي بالدولار أو اليورو. وأنه سيقبل فقط الروبل مقابل الغاز من روسيا. إلى جانب ربط البنك المركزي الروسي سيعرض صرف الروبل بالذهب في خطوات يراها المحللون الروس من شأنها إعادة تعاش الإقتصاد الروسي. والذي تأثر بشكل كبير جراء حزمة العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على روسيا. فهل ستشتعل الأزمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي عقوبات أمريكية على روسيا؟

إن هذه العقوبات غير مشروعة، وكذلك الإجراءات التي تقضي بحرمان الشخص من حرية التنقل والسفر… بهذه العبارة افتتح سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي خطابه في اجتماع مجلس الأمن بالأمم المتحدة عبر تقنية الفيديو كونفرنس بعد إعلان وزارة الخزانة الأمريكية قبل نحو ثلاثة أسابيع حزمة من العقوبات الاقتصادية على أهم البنوك الروسية و شبكة عالمية تضم أكثر من 40 فردا وكيانا بقيادة كونستانتين مالوفيف أحد رجال الأعمال الروس المقربين بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كما فرضت وزارة الخارجية الأمريكية قيودا على تأشيرات عدد من الأشخاص الروس ذوي المناصب يشتبه في تورطهم بعمليات قمع المعارضة الروسية في الداخل والخارج ومشاركاتهم في الحرب الروسية على أوكرانيا ودعمهم لها بالإضافة إلى أنشطتهم المناهضة لحقوق الإنسان في الداخل الروسي.

تعاف مخادع للاقتصاد الروسي

تعافي الروبل الروسي بشكل سريع في خضم العقوبات الأمريكية والأوروبية على الإقتصاد الروسي ما هو إلا تعافي مخادع… عنونت صحيفة فورن بوليسي تقريرها بتلك العبارة. كما ذكرت الصحيفة على لسان بعض المحللين الاقتصاديين أنه بعد قرار روسيا بقبول مدفوعات النفط بالروبل الروسي بديلا عن الدولار الأمريكي في محاولة لتقوية الإقتصاد. قامت روسيا بتسجيل طلبات الشراء النفطي مقابل الروبل الروسي من قبل جهات وهمية بهدف إبراز صورة أوضح لتعافي الإقتصاد الروسي بعد تلك العقوبات.

الهند تدخل في خضم الصراع الأوروبي. كانت الهند وقد امتنعت عن التصويت بإدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا في مجلس الأمن. والذي كان مدفوعا لإدانة روسيا.. وعليه اتجهت أنظار الهند لتقوية علاقاتها مع الجانب الروسي. وزار سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي يدلهي بغرض فتح أسواق للنفط الروسي في الأراضي الهندية بأسعار زهيدة. ويأتي ذلك في خطوة روسية لتقوية اقتصادها إزاء تلك العقوبات الأوروبية.

كما تحاور الحكومة الهندية موازنة علاقاتها مع الغرب وروسيا إذ تستند والهند في علاقاتها التاريخية مع الاتحاد السوفياتي السابق. هذا و أعلنت الهند عن شراء نحو 3,000,000 برميل نفط من الهند بأسعار مخفضة في ظل ارتفاع أسعار المواد البترولية في العالم وذلك لسد احتياجاتها من النفط على الرغم من التحذيرات الأمريكية للهند من الإقدام على تلك المحاولة.

موقف أمريكا

وصف جو بايدن الرئيس الأمريكي الهند في وقت سابق بأنها استثناء بين حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مواقفها المترددة حيال العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية. الهند تسير على حبل مشدود بخطى ثابتة… إن الهند لديها خيارات سيئة وخيارات أسوأ للترجيح بينها. هكذا تكلم جي ميسرا الدبلوماسي الهندي عن قرار بلاده بالامتناع عن التصويت لصالح إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا. ويرى مراقبون أن الهند لا تريد استعداء روسيا بسبب علاقاتها التاريخية والاقتصادية والعسكرية.إذ تمد روسيا ترسانة السلاح الهندي بنحو 49% من الأسلحة وتمدها بأنظمة الدفاع الصاروخية إس أربعمئة والتي تمكنها من الوقوف في وجه الصين وباكستان.

العين بالعين هكذا تحاول الهند رد الجميل لموسكو حينما استخدمت روسيا حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كشمير في خطوة عدها المحللون مساعدة من قبل روسيا للهند. ملامح أزمة جديدة يبدو أنه لم تكن الهند فقط من يحاول الوقوف إلى جانب روسيا… إذ أعلن زعيم المنطقة الانفصالية أناتولي بيلوف زعيم المنطقة الانفصالية في أوسيتيا الجنوبية في جورجيا عزمه الانضمام لروسيا. هذا وأعلن برلمان وأوسيتيا عن تنظيم استفتاء شعبي للانضمام لروسيا في أقرب وقت ممكن ورحبت روسيا بذلك. كما جاء على لسان أندري كليموف نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أنه لا توجد عوائق قانونية في انضمام أوسيتيا إلى روسيا.وتتضمن التشريعات الروسية إجراءات ضرورية لتلك الخطوة الهامة.

بينما رفضت أمريكا انضمام أوسيتيا… لن نقبل بهذا الاستفتاء ولن نعترف بمشروعيته حال وقوعه بتلك العبارات. صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس عن الرفض الأمريكي لمشروع قرار أوسيتيا للانضمام إلى روسيا. كما أكد برايس أن الولايات المتحدة لن تعترف بهذا الاستفتاء وهذا الانضمام في حال وقوعه. فهل ستتمكن روسيا من مواصلة الحرب على أوكرانيا وسط المساعي الدولية لوقفها؟ وكيف ستتعامل الولايات المتحدة خلال المرة القادمة مع الدول التي انحازت لروسيا؟

المزيد من التقارير الخاصة