السلاح الكيميائي ما زال لغزا في الحرب الروسية الأوكرانية… تصريحات ماكرون تثير الجدل
السلاح الكيميائي ما زال لغزا في الحرب الروسية الأوكرانية… تقارير استخباراتية حذرت من لجوء روسيا لاستخدام القنابل الفسفورية.
مع تصعيد روسيا عملياتها العسكرية في ماريوبول تقارير استخباراتية أميركية وبريطانية حذرت من لجوء القوات الروسية لاستخدام القنابل الفسفورية. هذه التقارير لم يتم تأكيدها بعد…
الرئيس الأوكراني صرح بأنه لا يستطيع الجزم إن كانت روسيا قد استخدمت أسلحة كيماوية بالفعل. لكن نائبة وزير الدفاع الأوكرانية أشارت إلى وجود تفسير يوضح أن الذي حصل في ماريوبول ممكن إن يكون ناتج عن استخدام ذخائر فسفورية. أكد وزير القوات المسلحة البريطانية أن جميع الخيارات ستكون مطروحة للرد على روسيا.
الفسفور الأبيض
الفسفور الأبيض غير محظور كسلاح كيماوي بموجب الاتفاقيات الدولية. لكن يعتبر كسلاح حارق بحسب البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر استخدام الأسلحة الحارقة وغيرها من الأسلحة التقليدية. كتيبات التدريب العسكرية الأمريكية أكدت إن استخدامها أو استخدام هذه الأسلحة الحارقة ضد الناس محظور. وبالتالي هذا يفتح المجال لاستخدامه في ساحات القتال لأغراض معينة مثل عمل ستائر من الدخان أو توليد الإضاءة، أو تحديد الأهداف وحرق المخابئ والمباني. خطورة هذا السلاح تكمن بحسب منظمة حقوق الإنسان في أن جسم الإنسان يمكن أن يمتص المادة لكونها تلتصق بالجلد وتسبب حروق وأضرار جسيمة للأعضاء الداخلية. وأحيانا ممكن إنها تؤدي للوفاة…
الانفصاليين الموالين لموسكو نفوا صحة هذه التقارير… مع العلم إن التراشق بالاتهامات بين الغرب وروسيا بشأن قضية السلاح الكيميائي والبيولوجي ليس بالأمر الجديد. وزارة الدفاع الروسية قالت سابقا إنه تم تدمير أكثر من ثلاثمئة حاوية تحتوي على مسببات لفايروسات مرض الطاعون والجمرة الخبيثة وغيرها من الفيروسات الخطيرة. و قالت روسيا أن أوكرانيا تعمل على تطوير أسلحة بيولوجية في إطار برنامج بيولوجي عسكري بدعم الولايات المتحدة.
اجتماع مجلس الأمن
وعلى هذا الأساس دعت موسكو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث هذه القضية. وزارة الدفاع الروسية في عملية عسكرية خاصة كشفت عن وثائق وأدلة تشير إلى وجود برنامج بيولوجي. عسكري ممول من قبل الولايات المتحدة. الوثائق بينت أن واشنطن أنفقت أكثر من مئتي 1,000,000 دولار على المعامل البيولوجية في أوكرانيا وأن الأسلحة البيولوجية كانت تطور في المختبرات التي تقع في المناطق المجاورة للأراضي الروسية.
الولايات المتحدة نفت التصريحات الروسية وقالت إنها ادعاءات كاذبة وسخيفة وحذرت من أن هذه الاتهامات ما هي إلا ذريعة لروسيا حتى تنفذ مخططاتها… أي استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا، روسيا طبعا أصرت على موقفها وطالبت الولايات المتحدة بتقديم إيضاح للمجتمع الدولي.
أما الاتحاد الأوروبي الشار إلى أن ليست لديه أي معلومات مؤكدة بشأن قضية تطوير أسلحة بيولوجية في المعامل الأوكرانية. فهل استخدمت روسيا السلاح الكيميائي في ماريوبول؟ وهل فعلا تملك واشنطن مختبرات بيولوجية في أوكرانيا؟ وإذا كانت هذه القضية الصحيحة، هل يعني هذا أن إعلان روسيا فبراير الماضي وضع أسلحة الردع النووية الخاصة بها في حالة تأهب قصوى هو سبب وجود هذه المختبرات؟ أم أنها ذريعة كما يقول البيت الأبيض لتمهيد استخدام روسيا لهذه الأسلحة الكيماوية؟
تصريحات ماكرون تثير الجدل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحذر من استخدام مصطلح إبادة جماعية لوصف ما يحدث في أوكرانيا. ماكرون شدد على ضرورة الامتناع عن توصيف الأحداث بهذا المصطلح ذلك لأنه أمر غير محدد العواقب. موضحا أن هذا المصطلح له معنا محدد ويجب وصفه من طرف متخصصين في القانون وليس من طرف سياسيين.
الرئيس الفرنسي نبه إلى أن الدول التي تصف ما يحدث بالإبادة الجماعية يجب عليها بمقتضى القانون الدولي والاتفاقات الدولية، أن تتدخل لمنعها. لكنه استطرد بالقول أن فرنسا تدين هذه الأفعال بشكل صريح وأنها أرسلت قضاة ومختصين من أجل مساعدة أوكرانيا على توثيق جرائم الحرب ورفع القضية. تصريحات ماكرون تأتي بعد انتقادات وجهها الرئيس الأوكراني لألمانيا وفرنسا لعدم وصفهما ما يجري بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب فيما تقوم دول البلطيق بإظهار دعم واسعا لها في صراعها مع موسكو. فهل تؤشر هذه التطورات انقساما أوروبيا حول التعامل مع الملف الأوكراني؟ ولماذا اتخذت كل من فرنسا وألمانيا هذه المواقف؟
تعليق واحد